الخط البحري صفاقس

فتح انطلاقا من 11 ديسمبر من سنة 2009 المنقضية خط بحري جديد يربط
عاصمة الجنوب صفاقس بالعاصمة الليبية طرابلس بمعدل ثلاث رحلات اسبوعية
تؤمنها باخرة «الحبيب» التي استأجرتها الشركة العامة للعبور والنقل
الساهرة على تأمين هذا الخط من الشركة التونسية للملاحة. وبهذه المناسبة
رافقت «الحرية» احدى رحلات الخط الجديد انطلاقا من ميناء صفاقس نحو ميناء
طرابلس وتعرفت على ظروف سير الرحلة واستطلعت آراء بعض المسافرين وتحدثت
الى السيد شهاب السافي مدير عام مساعد الشركة. في حدود الساعة
السابعة مساء من يوم السبت الموافق لـ6 مارس الجاري تحركت باخرة «الحبيب»
من ميناء صفاقس وعلى متنها أكثر من 300 مسافر بين تونسيين وأشقاء ليبيين
رحبت بهم المضيفة باسم طاقم الباخرة بقيادة السيد رياض الصانع في رحلة
تستغرق نحو 12 ساعة.
نقل أكثر من 25 ألف مسافر
وقد
أفادنا السيد شهاب السافي في حديث خاطف جمعنا به أن إحداث هذا الخط يتنزل
في إطار التشجيعات والحوازف التي توفرها الدولة اليوم للناقلين البحريين
اعتبارا لأهمية النقل البحري في دعم التجارة الخارجية حيث يؤمن أكثر من
95٪ من مبادلات تونس الخارجية، هذا فضلا عن تفعيل دور الشركة العامة للنقل
والعبور في دعم النقل البحري للمسافرين باتجاه البلدان المغاربية. ويأتي
اختيار فتح هذا الخط مع الشقيقة ليبيا استنادا الى جملة من المقاييس
الموضوعية المتمثلة خاصة في أهمية العلاقات السياسية والاقتصادية
والتاريخية القائمة بين البلدين وفي تصدّر السياج الليبيين مجموع عدد
السياح الوافدين على بلادنا سنويا وبنسبة تفوق أحيانا 50٪. وفي
سؤال عن أهم المؤشرات الاحصائية المتعلقة بالخط منذ إحداثه أضاف محدثنا
انه تم منذ 11 ديسمبر 2009 تأمين 38 رحلة في الاتجاهين ونقل أكثر من 25
ألف مسافر أكثر من ثلثيهم من السياح الليبيين. وعن الآفاق
المستقبلية لتوسيع نشاط الشركة في مجال نقل المسافرين أوضح السيد شهاب
السافي ان الدراسات والاتصالات جارية مع الطرفين الليبي والمصري بهدف فتح
خطوط بحرية جديدة نحو بنغازي والاسكندرية ومن المنتظر ان يقع ابرام
الاتفاقيات وتحديد الوجهات ومعدل الرحلات في الأيام القليلة القادمة. هذا
وأشار مدير عام مساعد الشركة العامة للنقل والعبور أن الشركة قد اقتنت
باخرة جديدة تجمع في نشاطها بين نقل المسافرين والبضائع ضمانا للمردودية
التجارية للخط البحري طرابلس ـ صفاقس على أن تدخل حيز الاستغلال مع بداية
شهر جوان القادم. ولاحظ في ذات السياق ان استئجار باخرة الحبيب
لتأمين انطلاق هذا الخط يتنزل في إطار الشراكة الفاعلة بين القطاعين العام
والخاص في تحقيق الاهداف المرجوة من النقل البحري كسند اساسي للاقتصاد
الوطني.
جودة الخدمات وحسن الاستقبال
ولدى
لقائنا بمجموعة من المسافرين الليبيين لاحظنا المكانة التي تحظى بها تونس
كوجهة صحية علاجية مفضلة بالنسبة اليهم حيث ذكرت الحاجة سعاد التي تقصد
تونس للتداوي من مرض مزمن منذ نحو 20 سنة وتملك منزلا بصفاقس ان زوجا
عودها على زيارة تونس باستمرار للعلاج ولقضاء العطل والتمتع بجمال مناطقها
السياحية وبأمنها واستقرارها السياسي وحراكها الاجتماعي الذي يعدّ في
اعتبارها أحد أهم عوامل التدفق السياحي على تونس ومن كل بلدان العالم. ومن
جهته افاد السيد معتز رجل أعمال ليبي ان هذا الخط أسهم في مزيد تمتين
العلاقات التجارية والاقتصادية القائمة بين تونس وليبيا منذ سنوات ويسر
تنقل رجال الاعمال التونسيين والليبيين للعمل وحضور الاجتماعات الدورية
وفي ذات الاطار أكد السيد محمد صفاقسي رجل أعمال تونسي وصاحب شركة لتصدير
الحاويات الخاصة لسفن الشحن ان تواتر رحلات الخط بمعدل 3 مرات في الأسبوع
أسهم في تعزيز النقل بين البلدين وفي تيسير التبادل والتعاون التجاري
والسياحي ونوه بنوعية الخدمات المسداة في مختلف وحدات ومطاعم ومقاهي
الباخرة.