حماية الحيّ التعويضي من أضرار الفيضانات

يوجد الحي التعويضي بصفاقس على بعد حوالي كيلومترين من قلب المدينة، هذا الحي تقطنه مئات العائلات التي تعاني منذ سنوات من مشاكل عديدة لم تعرف طريقها إلى الحلّ،من بين هذه المشاكل المتراكمة «زحف» مياه الأمطار بطرق السلطنية والمهدية وتونس على مساكنهم.
وذلك بعد أن سدّت المجاري الطبيعية ومنعت المياه من أن تسلك طريقها إلى البحر وهو وضع لم يعشه المتساكنون قبل إحداث المنطقة الصناعية ببودريار وذلك خلال الثمانينات،ففي ظرف سنة واحدة داهمت مياه الأمطار بيوتهم في أربع مناسبات، بعد أن كان ذلك يحصل مرّة واحدة في السّنة مما الحق بالمتساكنين ضررا ماديا ومعنويا وصحيا لاسيما بالأطفال والمسنين والعجّز، حي<وترتفع المياه المتعفّنة ما بين عشرين وسبعين صنتيمترا داخل البيوت.ويترتّب عن ذلك أمراض وخسائر مادّية في البنى التحتية للمساكن وجدرانها وبلاطها،و حتّى بعد إخراج المياه فإنّ الجدران تبقى منبعا لمياه مجهولة المصدر، هذا فضلا عمّا يلحق الممتلكات الأخرى كالأثاث والموبيليا والأغطية والأفرشة والأدوات المدرسية والأجهزة الإلكترونية والوثائق الخاصّة التي كثيرا ما تتعرّض للعطب والتلف.
والحال أنّ الوضع المادي لأهالي المنطقة متوسّط وأقلّ من المتوسّط، كما أنّ الوضع العقاري لمعظم المساكن بهذه الربوع غير واضح باعتبار أن ملكية الأرض التي أقيمت عليها هذه المساكن قبل أكثر من أربعة عقود لم تكن على ملك البلدية وإنّما هي على ملك وزارة الدفاع الوطني ,عندما تمّ تشييد الحيّ التعويضي آنذاك، وبقيت على ما هي عليه إلى اليوم، وتبعا لذلك اتّصل بنا البعض من متساكني هذه المنطقة طالبين تبليغ طلباتهم الى السلط المسؤولة ,راجين التدخل العاجل لوضع حد لمعاناتهم ,رغم انهم سبق ان وجّهوا عرائض للجهات المتخصّصة، يطالبون فيها بإعداد دراسة جدّية لتصريف المياه وإنجازها في أقرب وقت ممكن لحمايتهم من مخاطر الفيضانات التي تداهمهم كلّما نزلت الأمطار وتمكينهم من التعويضات اللازمة لجبر الأضرار التي لحقت مساكنهم ومختلف ممتلكاتهم،وأشاروا إلى أنّ المساعدات الغذائية وبعض الأغطية التي تقدّم لبعض العائــلات لا تمثــّل حلاّ لمأساة أهالي هذه المنطقـــة الذين يطمحـون إلى أن يعيشوا في منطقـــة يستطاب فيها العيش.