مرت السنة الوطنية للكتاب وقرقنة: بلا مكتبة عمومية .. و السبب «السقف» !

الشروق - مكتب صفاقس
الموضوع يحتاج الى تفسير وتبرير، فهل يعقل ان تبقى معتمدية بأكملها مدة عام كامل بلا مكتبة عمومية في السنة الوطنية للكتاب؟هذا هو واقع جزيرة قرقنة التي تضم معهدا ثانويا ومدرسة اعدادية والعديد من المدارس الابتدائية ومراكز تكوين ومركز اصطياف، وهي الجزيرة التي انجبت كتابا وشعراء و مبدعين .. هي رغم هذه المقومات التي تحيل الى وجود عدد كبير من عشاق الكتاب بلا مكتبة عمومية لتحتفل بذلك بالسنة الوطنية للكتاب بلا كتاب!
بحثنا عن سبب توقف نشاط المكتبة فوجدنا تبريرا غريبا لا يستقيم وواقع الأمور، المسؤولون برروا غياب المكتبة بالأشغال التي دامت عاما كاملا لكنها لم تستكمل بعد، قد تنتهي الأشغال بعد عام أو إثنين أو ثلاثة .. لا يهم، المهم ان المكتبة كانت موجودة فيما مضى من الزمن وكانت تحقق أرقاما قياسية من حيث عدد روادها ..
المقصود بالأشغال ليس تشييد مكتبة جديدة تتناغم ونسق المسيرة التنموية التي تعيش على وقعها الجزيرة، او تتويجا للسنة الوطنية للكتاب بل اصلاح السقف الذي تداعى للسقوط، عملية الترميم والاصلاح استوجبت كالعادة دراسة ودراسة للدراسة، ثم كراس شروط وصفقة واتفاق مع مقاول .. كل ذلك من أجل سقف تداعى للسقوط ذاك هو الروتين الاداري، او قل روتين ادارة الثقافة بولاية صفاقس فمن أجل سقف نوقف النشاط بالكامل، ألم يكن الأجدر تحويل الكتب الى دار الثقافة بالمكان مثلا؟
هل من أجل السقف يضع المسؤولون الثقافيون سقفا على أفكارهم ويدعون في المقابل أنهم «يسهرون على الثقافة» بل ويجسمون خيارات الدولة في اختيارها لسنة 2009 السنة الوطنية للكتاب؟ .. وتمر سنة 2009 بلا كتاب؟
تلميذ بالمعهد الثانوي بقرقنة، ولما عرف صفتي دنا مني ليحدثني عن الموضوع على استحياء شديد متسائلا عن جدوى الحديث عن السنة الوطنية للكتاب والكتاب مفقود؟ لم أجد اجابة أقنع بها تلميذا متعطشا لخير أنيس، بل إن صفتي في التغطية الاعلامية أو التعرية الاعلامية لا تسمح لي بتبرير الاخطاء، فالتجأت الى القلم لأعزيه عن وفاة الكتاب بقرقنة بسبب سقف لم أتمكن من تحديد مكانه الصحيح.
بقي أن أشير بصيغة الجزم أن التلاميذ بقرقنة والمتعطشين للكتاب بالجزيرة غيروا وجهتهم من المكتبة العمومية المغلقة الى مقر دار الثقافة التي وضعت على ذمتهم حواسيب للابحار بالانترنات... نعم نشكر دار الثقافة ومديرها الشاعر الهادي التليلي عن دعمه للكتاب الالكتروني، لكننا مع ذلك نطلب منه ومن ورائه المندوب الجهوي للثقافة بصفاقس السيد طارق بوجلبان ـ على لسان التلاميذ ـ الإسراع في الموضوع... ففي عام تموت المواهب وتتغير الميولات... وفي سنة قد يموت الكتاب ويغرق في أمواج الجزيرة الحالمة لنحاول بعدها من جديد تنشئة جيل متعطش للكتاب.