خفايا الصراع بين المرابط و هيئة النادي الصفاقسي

وأخيرا حصلت القطيعة بين النادي الرياضي الصفاقسي و لاعبه هيثم المرابط بالطلاق بالتراضي ليسدل الستار عن مسلسل طال في الفارغ لكون ضعف الهيئة المديرة و عدم خبرتها في التعامل في مثل هذه المواضيع فأصبحت المسألة خبزا يومي للإعلام و محل مزايدات منها في حين أن الأمر توضح منذ قدوم المرابط من أنغولا حيث أبلغ الجميع أنه سيتحول إلى المريخ السوداني في نهاية الموسم اثر انتهاء عقده في جوان حيث يصبح حرا و أنه لن يمضي إجازة الكاف مهما حصل و لن يمدد عقده للصفاقسي و أنه خير تغليب مصلحته هذه المرة ليضمن مستقبله. المرابط كان صرح في الوقت نفسه أنه مستعد لمواصلة المشوار مع النادي الصفاقسي في البطولة الى آخر الموسم و انه لن يقاضي فريقه الأم إن لم يتحصل على مستحقاته. فلماذا إذا كل هذه الضجة من الهيئة المديرة خاصة و هي كانت على علم مسبقا بالتفاصيل و بأسباب تصريحات المرابط و ثقته بنفسه؟

المرابط أبدى ذكاء كبير في التفاوض مع المريخ و تمكن من إقصاء النادي الصفاقسي من الصفقة بدهاء المعلمية, حيث أنه تمكن من الالتقاء بموفود فريق المريخ بأنغولا و التفاهم معه مباشرة في حين قطع الاتصال بهيئة النادي بإغلاقه لهواتفه النقالة و كسب الوقت بتأجيل الصفقة الى جوان عوض 15 جانفي و ذلك للأسباب التالية:

ن1/ لو تعاقد المرابط مع المريخ السوداني في ماركاتو الشتاء يكون لزاما على المريخ دفع مبلغ 500 ألف دولار للنادي الصفاقسي دون الدخول في تفاصيل مستحقات اللاعب.

ن2/الفريق السوداني و قبل تحول مندوبه لمقابلة المرابط بأنغولا اقترحوا على النادي الصفاقسي في صورة تعذر التحاق المرابط بالسودان لإمضاء العقد, تسليمه مبلغ 200 ألف دولار كثمن عدم إلحاقه بالقائمة الإفريقية إضافة للمبلغ المتفق عليه لتحول المرابط للمريخ أي 500 ألف دولار لكي يتسنى لهم إلحاق إجازة المرابط لمسابقة رابطة الأبطال في الموسم المقبل إضافة لتحمله جميع مرتبات اللاعب و منحه لآخر الموسم .

ن3/هنا كان المرابط جريء حيث ماطل هيئة النادي الصفاقسي و ربح الوقت معها و ربما باتفاق مع هيئة المريخ السوداني و كسب الرهان بعدم تجديد عقده مع النادي الصفاقسي قبل 15 جافي و عدم التحول للمريخ كذلك قبل نفس التاريخ. و إلا كيف نفسر رفضه إمضاء إجازة الكاف للنادي الصفاقسي؟ فلو كانت صفقت المريخ سقطت في الماء مثلما يعتقد الجميع و أن وجهة المرابط خليجية فما ضر المرابط من إمضاء إجازة الكاف إذن. و إن تعلل اللاعب أنه لم يمضي لأنه لم يستلم مستحقاته فذلك مردود عليه لأن النادي الصفاقسي بعث له بالإجازة إلى أنغولى قبل عودته لأرض الوطن مع المنتخب و رفض حينها الإمضاء.

كل هذه التحاليل نبرزها إذا قبل طرح السؤال عن ماذا يدور في الكواليس بين المرابط و هيئة الصفاقسي و ما سر الصراع الخفي بين الطرفين؟

يبدوا أن المرابط أبرم اتفاقا مع نادي المريخ السوداني يتسلم بموجبه مبلغ مالي محترم إضافة لمنحة الإمضاء مقابل عدم تمديده لعقده مع النادي الصفاقسي و كذلك عدم إمضاءه لإجازة الكاف و قد علمنا أن المبلغ يصل الى 250 ألف دولار أي أن المريخ سيوفر لنفسه قرابة الـ400 ألف دولار بعد أن كان سيدفع للنادي الصفاقسي قرابة 650 ألف دولار مثلما فسرناها في ن2 . أي أن المرابط اتفق مع المريخ على الصفاقسي حيث يكسب الطرفين ماديا من الصفقة فيحين يخرج النادي الصفاقسي من المولد بلا حمص.

هذا الاتفاق أفقد إذن النادي الصفاقسي أموال طائلة مما جعل الهيئة تحس بالغدر و الخيانة من ابنها الذي احتضنته و من المريخ الذي راوغها من أجل الملايين في حين اعتبر المرابط ذلك من باب الشطارة لضمان مستقبله. و عليه فان الهيئة حرمت المرابط من مرتباته و منحه على خلفية أنه قبض ذلك من المريخ حسب الاتفاقات الشفاهية و أصرت على تسلم مقابل من المرابط لعدم إمضاءه الإجازة الإفريقية لتمر العاصفة بسلام و يبقى المرابط ينشط بالفريق الى آخر الموسم, إلا أن هذا الأخير رفض ذلك. و هكذا كان الصراع بين الطرفين حول المادة حيث أن النادي الصفاقسي و رغم عطائه الغزير للاعب و فضائله عليه لم يتمكن من أن يغنم من صفقة تحوله للإحتراف بأي مليم. لنطرح سؤالنا: لماذا لم توفر الهيئة المديرة عرضا للمرابط أحسن مما قدمه المريخ ليجدد عقده و تكسب من ورائه بعض الملايين؟ لماذا لم تبقي هيثم يكمل اللعب في البطولة خاصة و أنه أبدى رغبة لذلك و دون مقابل؟ لذلك قلنا بأن الهيئة لم تعرف كيف تتعامل بحرفية مع الموضوع و نضيف بأن علاقة اللاعب المتوترة ببعض المسئولين بالهيئة وراء كل ما حصل


هيثم معتوق